استراتيجيات الاخوان المسلمين

هقساشي

وثائق ومقتطفات من كتاب الكذب الأبيض المقدس للباحث سامح ايجبتسون

الاستراتيجية العالمية 

ذكر يوسف القرضاوي في مذكراتة – التي تم سردها سابقا – أن التنظيم العالمي كلفه بوضع خطة للعمل المستقبلي فوضع تصورا لهذه الخطة، في الداخل والخارج: في المجال العلمي، والتربوي، والاجتماعي، والاقتصادي، والمجال السياسي.

بعد أيام من أحداث 11 سبتمبر 2001م، تم تفتيش منزل ”غالب همت” و”يوسف ندا” تم العثور على وثيقة أطلق عليها ”المشروع”[i]، وهي وثيقة مؤرخة بتاريخ 1 ديسمبر 1982م، ومكونة من 14 صفحة وتتكون صفحتها الأولي والثانية من ملخص لاثنى عشر منطلقا للاستراتيجية التي نجدها متطابقة مع كتابات ”البنا” و”القرضاوي” من خلال التدرج، وتوحيد التيارات الإسلامية، والموازنات والأولويات وتغيير الفتوي. هنا يمكن قراءة أجزاء من هذه الوثيقة:

 

”(منطلقات وعناصر ومستلزمات إجرائية ومهمات)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يقدم هذا التقرير تطوراً شاملاً لاستراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية ويتم في ضوئها وينسجم معها رسم السياسات الإسلامية المحلية في الأقطار المختلفة، وقد روعي أن تثبت منطلقات هذه السياسة ثم تذكر أهم عناصر كل منطلق وأهم المستلزمات الإجرائية لكل منطلق وبعض المهمات المقترحة على سبيل المثال وليس الحصر، والله ولى التوفيق». ثم يعدد التقرير 12 منطلقاً يعتبرها أهم منطلقات هذه السياسة، منها على سبيل المثال:

 

المنطلق الأول: معرفة أرض الواقع واعتماد المنهجية العلمية في التخطيط والتنفيذ.

المنطلق الثاني: الجدية في العمل

المنطلق الثالث: الجمع بين الالتزام العالمي والمرونة المحلية.

المنطلق الرابع: الجمع بين الاشتغال بالسياسة وعدم الانعزال من جهة والتربية المستمرة للأجيال والعمل المؤسسي من جهة أخري.

المنطلق الخامس: السعي لإقامة الدولة الإسلامية والعمل المتوازي التدريجي في السيطرة على مراكز القوي المحلية من جهة أخري.

المنطلق السادس: العمل بإخلاص مع الجماعات والهيئات الإسلامية في محاور مختلفة وبالاتفاق علي قدر مشترك من النقاط. ”نتعاون فيما تفقنا علية ويعذر بعضا فيما اختلفنا علية.

المنطلق السابع: قبول نوع من التعاون المرحلي بين الحركات الإسلامية وغيرها من الحركات الوطنية وفى قضايا عامة وفى بعض النقاط غير الخلافية كمحاربة الاستعمار والتبشير والدولة اليهودية بصورة لا ترقى إلى مستوى التحالفات بل تتم على مستويات عناصر محددة في القيادة أو الاتصال ويبقى في نطاق دراسة كل حالة على حدة وإلى المدى الذي يوافق الشرع دون موالاتهم أو الاطمئنان إليهم.

المنطلق الثامن: إتقان فن الممكن من الناحية المرحلية دون التفريط بالمبادئ الأساسية، مع العلم أن أحكام الله جميعاً ممكنة التطبيق، والدعوة إلى ممارسة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع إبداء الرأي الموثق بالبيانات والكتب دون اضطرار الدعوة إلى المجابهة غير المتكافئة مع خصومها المحليين أو أعدائها العالميين التي قد تقود إلى ضربات قاصمة للدعوة والدعاة.

المنطلق التاسع: البناء المستمر للقوة اللازمة للدعوة الإسلامية ودعم الحركات الجهادية في العالم الإسلامي بنسب متفاوتة قدر المستطاع.

المنطلق العاشر: الاعتماد على أجهزة رصد متنوعة وفي امكنه مختلفة للتغذية بالمعلومات واعتماد سياسة إعلامية واعية وفعالة لخدمة السياسة الإسلامية العالمية فالرصد وعمل القرارات السياسية والأعلام الفعال متكامل الأجزاء من حيث التكوين والأداء.

المنطلق الحادي عشر: تبني القضية الفلسطينية على المستوى الإسلامي العالمي على الصعيدين السياسي والجهاد لأنها مفتاح نهضة العالم الإسلامي من جديد في العصر الحاضر.

المنطلق الثاني عشر: النقد الذاتي والتقييم المستمر للسياسة الإسلامية العالمية من حيث الأهداف والمضمون والإجراءات بقصد التطوير والتحسين واجب إسلامي وضروري وهذا متوجبة أحكام الشريعة الإسلامية الغراء”[ii].

https://1drv.ms/b/s!AkPHdUXTdYD900UxZSIGCEGVU82w?e=rM44iM

الاستراتيجية في أمريكا الشمالية

 

https://www.nytimes.com/interactive/2017/02/09/world/middleeast/document-elbarasse-search-3.html

 

في أغسطس 2004م، لاحظ ضابط شرطة في هيئة النقل في ولاية ”مريلاند” الأمريكية امرأة ترتدي ملابس إسلامية تقليدية، وتقوم بتصوير هياكل الدعم لكوبري، مما أدى إلى توقف حركة المرور، وكان سائق العربة لهذه المرأة، ”إسماعيل البراسي” قد احتجز من قبل في مذكرة صدرت في شيكاغو فيما يتعلق بجمع التبرعات لحركة حماس[iii]. وعندما أعد مكتب واشنطن التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي مذكرة تفتيش في مقر إقامة ”البراسي” في ولاية ”فرجينيا” تم العثور على العديد من الوثائق التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بأمريكا، منها هذه الوثيقة التالية التي قامت صحيفة «نيويورك تايمز» بنشرها مؤخرا[iv]:

يتقدم كاتب الوثيقة «محمد أكرم» بتاريخ 22/5/ 1991م، إلى المسئول العام، وأعضاء مجلس الشورى، وأمين مجلس الشورى بمذكرة تفسيرية للهدف الاستراتيجي العام للجماعة الوارد في الخطة بعيدة المدي. وفي مقدمتها يقول:

«بين أيديكم «مذكرة تفسيرية» اجتهدت في تدوينها حتى لا تبقى حبيسة الصدر والعقل، ولكي أشارككم جزءاً من المسئولية الملقاة على عواتقنا في قيادة الجماعة في هذه البلاد – الولايات المتحدة – ولعل الذي شجعني على أن أتقدم بالمذكرة في هذا الوقت بالذات إحساسي «ببارقة أمل» وإشراقة خير تبشر أننا بدأنا ندخل مرحلة جديدة من مراحل العمل الإسلامي في هذه القارة. وطلبي من إخواني، أن يقرأوا المذكرة ويكتبوا ما شاءوا من تعليقات وتصويبات، مع العلم أن الذي بين أيديكم ليس غريباً أو طرحاً جديداً منبتّا لا أصل له، وإنما هو محاولة لتفسير وشرح بعض ما جاء فى الخطة بعيدة المدى، التي اعتمدناها وأقررناها في مجلسنا ومؤتمرنا عام (1987)”.

”الهدف الاستراتيجي العام لجماعة الإخوان في أمريكا، والمعتمد من قبل مجلس الشورى والمؤتمر التنظيمي لعام 1987، هو تمكين الإسلام في أمريكا الشمالية، أي إيجاد حركة إسلامية فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين، تتبنى قضايا المسلمين محلياً وعالمياً ونعمل على توسيع القاعدة الإسلامية الملتزمة وتهدف إلى توحيد وتوجيه جهود المسلمين وتطرح الإسلام كبديل حضاري وتدعم دولة الإسلام أينما كانت».

«عملية التوطين هي» عملية جهاد حضارية «بكل معنى الكلمة. ولابد أن يستوعب الإخوان أن عملهم في أمريكا هو نوع من الجهاد الكبير في إزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية وتدميرها من داخلها و «تخريب» بيوتها الشقية بيديهم وأيدي المؤمنين لكي يتم جلائهم ويظهر دين الله علي الدين كله”.

«أن مهمة بهذه الجسامة كمهمة التوطين تحتاج إلى جهود عظيمة مضنية ولن يستطيع الإخوان بإمكاناتهم ومواردهم البشرية والمالية والعلمية، أن يفعلوها بمفردهم أو بمعزل عن الناس من يعتقد هذا فهو مخطئ، والله أعلم، أما دور الإخوان فهو المبادرة والريادة والقيادة ورفع الراية ودفع الناس بهذا الاتجاه، ثم يعملون على توظيف وتوجيه وتوحيد جهود وقوى المسلمين لهذه العملية، ومن أجل ذلك لا بد أن يتعمق عندنا فقه التحالفات وفن الاستيعاب وأدب التعاون».

«القناعة بان نجاح توطين الإسلام وحركته في هذه البلاد هو نجاح للحركة الإسلامية العالمية وإسناد حقيقي للدولة المنشودة بأذن الله: أن تركيز عملنا في محاولة توطين الإسلام في هذه البلاد سيؤدي إلى تقصيرنا وأخلالنا بدورنا في أداء واجبنا تجاه الحركة الإسلامية العالمية في دعم مشروعها في قيام الدولة الإسلامية العالمية لسببين؛ الأول: أن نجاح الحركة في أمريكا بإقامة قاعدة إسلامية ملتزمة وقوية سيكون خير عون ودعم لمشروع الحركة العالمية، والثاني: الحركة العالمية لم تنجح بعد في توزيع الأدوار في فروعها فتحدد لهم المطلوب منهم كأحد المشاركين أو المساهمين في مشروع قيام الدولة الإسلامية العالمية، ويوم أن يجرى هذا فسيكون لأبناء فرع الإخوان الأمريكي أيادٍ ومواقف بيضاء يفخر بها الآباء».

«من أجل أن تجرى عملية التوطين، لا بد أن نخطط ونعمل من الأن على تهيئة أنفسنا وإخواننا وأجهزتنا وأقسامنا ولجاننا لكي تتحول إلى مؤسسات شاملة بشكل متدرج ومتوازن ومتواكب مع الحاجة والواقع والذي يشجعنا على ذلك أننا نملك أنوية لكل مؤسسة من المؤسسات التي ننادى بوجودها، وكل الذي نحتاج هو أن نحكم ربطهم ونجمع عناصرهم وتوحيد جهودهم مع غيرهم، ثم نصلهم بالخطة الشاملة التي نسعى لها».

 

الاستراتيجية في البلاد الإسلامية

كما توجد وثيقة أخري أطلق عليها وثيقة «التمكين» عثر عليها من قِبل الشرطة المصرية أيضا بالصدفة عندما تم تفتيش مقرات شركة سلسبيل التي يمتلكها خيرت الشاطر عضو مكتب الإرشاد، ومنزله، وتوجد هذه الوثيقة من ضمن محترزات القضية التي تحمل رقم 87 لسنة 1992م، ويوجد فيها نص للوثيقة، ونفي خيرت الشاطر علاقته بالوثيقة[v]. ولكن ”كمال الهلباوي” المتحدث السابق باسم الإخوان المسلمين في الغرب في مقابلة تليفزيونية لقناة ”الميادين” قال إنه لا يستبعد وجود مثل هذه الوثائق:

«أنا لا استبعد أن تكون هناك مذكرات بهذا الشكل، هذا كان يطرح لمشروعات الإخوان في القيادة»[vi].

ومن أهم النقاط التي تدور حولها الوثيقة كانت عملية اختراق مؤسسات المجتمع هى:

al-Tamkeen-shater

«بالنسبة للانتشار في المؤسسات الفاعلة:

– رفع قدرة الأفراد على اختراق المؤسسات دون فقدان الهوية.

– رفع قدرة الأفراد في التعامل مع المعلومات للتعاون مع القوى الأخرى فلابد من تربية الأفراد على إقامة جسور فكرية أو عملية معها واختراقها أو التنسيق والمطلوب:

– بالنسبة لتحقيق الرسالة يتطلب الآتي:

1 – أن يكون لديه القدرة على تعامل مع الأفكار الأخرى واستيعاب ذوي العقول المتتمة.

2 – أن تربى في الأخ المبادأة والإيجابية وتقديم النموذج لها.

3 – أن يكون الأخ وأسرته نموذجاً يحتذى به في الالتزام بقيم الإسلام وشرائعه وأن يكون لديه القدرة على طبع المجتمع بذلك.

4 – رفع الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي لدى الأخ.

5 – توسيع أفق الأخ بحيث يستوعب الإسلام كقضية وحركة عالمية مع معرفة الحركات الإسلامية فى الدول المختلفة وأدوارها وطبيعة المشكلات في البلدان الإسلامية.

6 – تربية الأخ على القدرة على اكتساب المال واستثماره.

7 – تربية الأخ على الاهتمام بالتخصص النوعي له.

8 – تربية الأخ على الاهتمام بالتربية البدنية والصحة العامة.

** بالنسبة للاستعداد لمهام المستقبل يتطلب:

– الاهتمام بمجموعة مختارة تنمى فيها القدرة على إدارة المؤسسات العامة.

-القدرة على استيعاب المتميزين فى الساحات المختلفة والاستفادة منهم”[vii].

[i] Nada، Inside the Muslim Brotherhood، s.217

ii] وثيقة المشروع وتم التأكد من الوثيقة من مصادر مختلفة.

https://ia601509.us.archive.org/28/items/Theproject_201801/Theproject.pdf

[iii] موقع الواشنطن بوست 25 أغسطس 2004م

http://web.archive.org/web/20170920224936/http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/articles/A28476-2004Aug24.html

[iv] جريدة النيويورك تايمز9 فبراير 2017م

وتم توثيق الرابط في أرشيف الإنترنت على الرابط التالي:

http://archive.is/1Qn8M

[v] ويكيبيديا الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر وقضية سلسبيل، تم تسجيلها في أرشيف الإنترنت

http://archive.is/QWX7H

[vi] قناة الميادين، كمال الهلباوي، بتاريخ 22 يونيو 2014م. تم تسجيلها في أرشيف الإنترنت

http://archive.fo/D6bT4

[vii] موقع الحركات الإسلامية

http://web.archive.org/web/20150316082957/http://www.islamist-movements.com/25716

Lämna ett svar

Din e-postadress kommer inte publiceras. Obligatoriska fält är märkta *